اضطراب الهرمونات عند النساء هو حالة تحدث عندما يحدث خلل في توازن الهرمونات الأساسية التي تنظم الوظائف الحيوية في الجسم، مثل الإستروجين، البروجستيرون، التستوستيرون، الكورتيزول، والأنسولين. هذه الهرمونات تؤثر بشكل مباشر على الدورة الشهرية، المزاج، الوزن، النوم، والوظائف التناسلية. ويُعد اختلال التوازن الهرموني أحد أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين النساء، خاصة في فترات مثل البلوغ، الحمل، أو ما قبل انقطاع الطمث.
تقلبات الدورة الشهرية
من أبرز العلامات التي تشير إلى اضطراب الهرمونات هو عدم انتظام الدورة الشهرية. قد تصبح الدورة أقصر أو أطول من المعتاد، أو قد تتأخر لفترات طويلة، وأحيانًا قد تنقطع تمامًا لعدة أشهر.
يحدث ذلك غالبًا بسبب اضطراب في إفراز الإستروجين أو البروجستيرون، وهما الهرمونان المسؤولان عن تنظيم الدورة.
زيادة أو نقص الوزن غير المبرر
التغير المفاجئ في الوزن، سواء بالزيادة أو النقصان، دون تعديل في النظام الغذائي أو النشاط البدني، قد يكون إشارة قوية على اضطراب هرموني. ارتفاع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) مثلاً، يؤدي إلى زيادة الدهون في منطقة البطن، بينما اضطراب الأنسولين يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في فقدان الوزن.
تغيرات في المزاج والقلق
تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تنظيم الحالة النفسية، لذلك فإن تقلبات المزاج، الاكتئاب، التوتر أو القلق الزائد قد تكون مؤشرات على وجود خلل هرموني. انخفاض الإستروجين قد يُؤثر على إفراز السيروتونين، ما يؤدي إلى انخفاض الحالة المزاجية.
اضطرابات النوم
هرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم النوم. وعند اضطراب الهرمونات، قد تظهر مشكلات في النوم مثل الأرق، الاستيقاظ المتكرر، أو الشعور بالتعب حتى بعد نوم طويل. النساء اللواتي يعانين من اضطرابات الغدة الدرقية بشكل خاص قد يلاحظن تغيرات واضحة في جودة النوم.
ظهور حب الشباب المفاجئ أو المزمن
ظهور حب الشباب بشكل مفاجئ أو مستمر، خصوصًا حول الذقن والفك، قد يشير إلى ارتفاع مستويات الهرمونات الذكرية (الأندروجينات). هذه الزيادة تؤدي إلى تحفيز الغدد الدهنية وإغلاق المسام، مما يسبب التهابات وظهور البثور.
تساقط الشعر أو ترققه
اضطرابات مثل متلازمة تكيّس المبايض (PCOS) ترتبط بزيادة هرمون التستوستيرون، ما يؤدي إلى تساقط الشعر بطريقة مشابهة للصلع الذكوري. بالمقابل، قد يؤدي انخفاض هرمونات الغدة الدرقية إلى ضعف بصيلات الشعر وجعل الشعر يبدو خفيفًا وباهتًا.
جفاف المهبل وضعف الرغبة الجنسية
يُعد جفاف المهبل أحد الأعراض الشائعة لانخفاض مستويات الإستروجين، خاصة في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو بعده. كما أن الهرمونات تلعب دورًا في تنظيم الرغبة الجنسية، وبالتالي فإن اضطرابها قد يؤدي إلى انخفاض في الدافع الجنسي أو عدم الاستجابة بشكل طبيعي.
التعب والإرهاق المزمن
حتى مع النوم الكافي، يمكن أن تعاني المرأة من شعور دائم بالتعب أو الإرهاق في حال وجود اضطراب هرموني، خاصة إذا كانت الغدة الكظرية أو الغدة الدرقية لا تعمل بكفاءة. خلل الأنسولين قد يؤدي كذلك إلى انخفاض الطاقة بعد تناول الطعام.
الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي
عادةً ما تكون هذه الأعراض مرتبطة بانخفاض مستويات الإستروجين، خاصة في مرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية. الهبات الساخنة عبارة عن شعور مفاجئ بالحرارة في الجسم، وغالبًا ما تكون مصحوبة بتعرّق شديد، خصوصًا أثناء الليل.
اضطرابات الجهاز الهضمي
الهرمونات تؤثر أيضًا على حركة الجهاز الهضمي وإفراز الإنزيمات، لذلك فإن الإمساك، الانتفاخ، أو اضطرابات الهضم المزمنة قد تكون أحيانًا مرتبطة بتقلبات هرمونية، لا سيما خلال الدورة الشهرية أو الحمل.
اقرأ أيضًا: حمى النفاس وطرق علاجها
ختامًا
اضطراب الهرمونات عند النساء ليس حالة نادرة، ويمكن أن يؤثر على جودة الحياة بشكل كبير. التعرف على الأعراض المبكرة يُساعد في التشخيص الصحيح والحصول على العلاج المناسب، سواء كان دوائيًا أو يعتمد على تغييرات في نمط الحياة. لذلك، من الضروري ألا تُهمل المرأة العلامات غير الطبيعية التي تظهر على جسدها، وأن تستشير أخصائيًا في حال ملاحظة أي من الأعراض المذكورة.
المراجع:











