الدورة الشهرية تُعد من أهم المؤشرات الحيوية التي تدل على توازن الجسم الهرموني عند المرأة. وعندما تتأخر عن موعدها المعتاد، تبدأ التساؤلات والقلق، خاصة إذا لم يكن هناك حمل. في الواقع، هناك عدة عوامل قد تكون وراء هذا التأخر، بعضها طبيعي ومؤقت، والبعض الآخر يرتبط بمشاكل صحية تتطلب الانتباه.في هذا المقال، نستعرض أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، ومتى يجب اعتبار الأمر مقلقًا.
التغيرات الهرمونية ودورها في تأخر الدورة
الهرمونات الأنثوية تتحكم في توقيت الدورة الشهرية، وأي خلل في توازنها قد يؤدي إلى اضطراب أو تأخر الدورة الشهرية.
مشاكل الغدة الدرقية
الغدة الدرقية تتحكم في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك الدورة الشهرية. قصور أو فرط نشاط الغدة يمكن أن يؤثر على انتظام الدورة.
ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين)
قد يؤدي ارتفاع مستويات البرولاكتين في الجسم إلى توقف التبويض، وبالتالي تأخر الدورة، حتى في غياب الحمل أو الرضاعة.
نمط الحياة وتأثيره على الدورة الشهرية
بعض العادات اليومية والتغيرات المفاجئة في نمط الحياة تؤثر على الدورة دون أن تلاحظ المرأة العلاقة المباشرة.
الإجهاد الجسدي والنفسي
الإرهاق الشديد، سواء البدني أو النفسي، يمكن أن يعطل إشارات الدماغ المسؤولة عن تنظيم الإباضة. نتيجة لذلك، تتأخر الدورة الشهرية أو تنقطع مؤقتًا.
تغييرات في النوم أو السفر
تغيير منطقة التوقيت الزمني أو تقلبات النوم المتكررة قد تؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي بدوره إلى تغير موعد الدورة.
الرياضة المفرطة
ممارسة التمارين الرياضية المكثفة، خاصة عند فقدان الوزن السريع أو انخفاض الدهون في الجسم، تُعد من الأسباب المعروفة لتوقف الدورة.
حالات طبية تسبب تأخر الدورة
متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
هي حالة شائعة تتسبب في خلل بالهرمونات، وتؤثر على انتظام التبويض. من أعراضها عدم انتظام الدورة، وظهور حب الشباب، ونمو الشعر الزائد في أماكن غير معتادة.
مشاكل الرحم أو المبايض
أورام الرحم الليفية، أو ضعف التبويض، أو مشاكل بنيوية في الرحم قد تؤدي إلى غياب أو تأخر الحيض لفترات غير منتظمة.
عوامل طبيعية تؤثر على انتظام الدورة
مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
في سن الأربعين وما بعدها، تبدأ المرأة بدخول مرحلة تُعرف بـ “مرحلة ما قبل انقطاع الطمث”، وتتميز بعدم انتظام الدورة وتأخرها لفترات متباعدة قبل الانقطاع الكامل.
الرضاعة الطبيعية
هرمون البرولاكتين الذي يُفرز بكثرة أثناء الرضاعة يعمل على تثبيط التبويض، ما يؤدي إلى انقطاع أو تأخر الدورة الشهرية.
وسائل منع الحمل وتأثيرها
بعض أنواع موانع الحمل، خاصة الهرمونية منها، قد تؤدي إلى توقف الدورة أو تغير نمطها. ويختلف هذا التأثير من امرأة لأخرى، حسب نوع الوسيلة المستخدمة وطول فترة الاستخدام.
متى يجب القلق من تأخر الدورة؟
رغم أن تأخر الدورة في كثير من الحالات يكون عرضًا مؤقتًا، إلا أنه يجب زيارة الطبيب إذا:
- غابت الدورة لأكثر من 90 يومًا دون سبب واضح.
- تكررت فترات الانقطاع أو أصبح هناك نزيف غير طبيعي بين الدورات.
- ظهرت أعراض أخرى مثل آلام مستمرة أو إفرازات غير طبيعية.
- كان هناك شك في وجود حمل رغم استخدام وسائل منع حمل.
خاتمة
تأخر الدورة الشهرية قد يكون أمرًا بسيطًا وعابرًا، أو مؤشرًا على وجود خلل داخلي يتطلب التشخيص والعلاج. المفتاح هو الوعي بجسمك، والانتباه لأي تغييرات، والمتابعة الطبية المنتظمة. كلما تم التعامل مع الأعراض مبكرًا، زادت فرص العلاج وتحقيق التوازن الهرموني الطبيعي.
المراجع: