تسمم الحمل

تسمم الحمل

يُعد تسمم الحمل واحدًا من أخطر الحالات التي قد تواجه الحامل، حيث يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الأم والجنين. 

يظهر التسمم عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ولأن هذه الحالة تتطلب تدخلاً طبياً سريعاً، فإن الوعي بأعراضها وأسبابها يُعد ضرورياً لكل حامل. 

في هذا المقال، يوضح الدكتور أيمن الخيري استشاري النسائية و التوليد و العقم و أطفال الأنابيب أسباب تسمم الحمل، أعراضه، والعلاجات المتاحة لضمان سلامة الأم والجنين.

ما هو تسمم الحمل؟

تسمم الحمل عبارة عن حالة طبية تحدث أثناء الحمل، تتميز بارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول. 

يُعتبر تسمم الحمل من أخطر مضاعفات الحمل لأنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للأم والجنين، بما في ذلك تلف الأعضاء مثل الكبد والكلى، وقد يتطور إلى نوبات تشنجية إذا لم يتم علاجه. 

في أي أسبوع يظهر تسمم الحمل؟

عادةً ما يحدث تسمم الحمل بعد 20 أسبوعًا من الحمل، وتظهر معظم الحالات في الثلث الثالث من الحمل (أي بعد 27 أسبوعًا). 

ولكن إذا حدث تسمم الحمل قبل 34 أسبوعًا، يُطلق عليه تسمم الحمل المبكر.

ما أسباب تسمم الحمل؟

أسباب تسمم الحمل ليست مفهومة بشكل كامل حتى الآن، ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر حدوثه، وتشمل:

مشاكل في المشيمة

يُعتقد أن هذه الحالة تبدأ عندما لا تعمل المشيمة بشكل صحيح، حيث قد تكون الأوعية الدموية في المشيمة ضيقة أو تتطور بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى عدم تدفق الدم بشكل كافٍ إلى الجنين.

تاريخ سابق من تسمم الحمل 

النساء اللواتي لديهن تاريخ سابق من تسمم الحمل أو يعانين من ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل، يكنّ أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل.

الحمل الأول

يحدث تسمم الحمل بشكل أكثر شيوعًا في الحمل الأول، وقد ينخفض خطر الإصابة به في حالات الحمل اللاحقة.

الحمل بتوأم أو أكثر

يزيد الحمل بتوأم أو أكثر من احتمال حدوث هذه المشكلة بسبب الضغط الإضافي على الجسم.

العوامل الوراثية

إذا كان لدى الأم أو الأخت تاريخ مرضي من التسمم خلال الحمل، فقد يزيد ذلك من خطر الإصابة.

بعض الحالات الصحية

بعض الحالات مثل مرض السكري، أمراض الكلى، وأمراض المناعة الذاتية قد تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل.

عمر الأم

النساء فوق سن الـ35 أو تحت سن الـ20 يكنّ أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل.

زيادة الوزن

السمنة تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل.

ما هي أعراض تسمم الحمل؟

لا تظهر على العديد من المصابات بتسمم الحمل أي علامات أو أعراض حتى يتم اكتشافها من قبل الطبيب.

أما بالنسبة للاتي تظهر لديهن علامات، فإن الأعراض الأولى عادةً ما تشمل ارتفاع ضغط الدم (160/110 ملم زئبق أو أعلى)، ووجود البروتين في البول، واحتباس الماء، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن والتورم.

وتشمل العلامات الأخرى لتسمم الحمل ما يلي:

  • الصداع.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • انخفاض الصفيحات الدموية.
  • ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن.
  • تورم غير طبيعي في الوجه، اليدين، والكاحلين.
  • زيادة مفاجئة في الوزن نتيجة احتباس السوائل.
  • الغثيان أو التقيؤ خاصةً في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
  • صعوبة في التنفس، قد تكون ناجمة عن تراكم السوائل في الرئتين.

اقرأ ايضًا: علاج التصاقات الرحم

كيف يتم تشخيص تسمم الحمل؟

تتضمن الطرق الأساسية لتشخيص هذه المشكلة ما يلي:

القياس الدوري لضغط الدم

يتم قياس ضغط الدم بانتظام خلال الزيارات الطبية. ويُعتبر ضغط الدم مرتفع، خاصة إذا كان يتجاوز 160/110 ملم زئبق، هذه من العلامات التي قد تشير إلى تسمم الحمل.

الفحص السريري

يقوم الطبيب بتقييم التورم في الأطراف، مثل اليدين والقدمين، والذي قد يكون ناتجاً عن احتباس السوائل.

بالإضافة إلى أنه يتم تقييم الأعراض التي قد تظهر على المرأة، مثل الصداع الشديد، واضطرابات الرؤية، وآلام في الجزء العلوي من البطن، والقيء.

اختبار البروتين في البول

يتم فحص عينة البول للبحث عن وجود البروتين حيث أنه يعتبر علامة رئيسية لتسمم الحمل. قد يتم إجراء اختبار عشوائي للبول أو تحليل البول على مدار 24 ساعة.

تحليل الدم

يُجرى اختبار للدم للتحقق من مستويات وظائف الكلى والكبد، حيث أن هذه الحالة قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد وانخفاض مستويات الصفائح الدموية.

فحص الجنين

يتم استخدام الموجات فوق الصوتية (السونار) لمراقبة نمو الجنين وحركته، وكذلك للتحقق من مستوى السائل الأمينوسي.

كيف يتم علاج تسمم الحمل؟

علاج هذه الحالة يعتمد على شدة الحالة وعمر الحمل، ولكن بشكل عام يهدف العلاج إلى السيطرة على الأعراض وحماية صحة الأم والجنين. 

وتشمل طرق العلاج الأساسية:

المراقبة الطبية الدقيقة

تتطلب الحامل مراقبة دقيقة لضغط الدم ومستويات البروتين في البول، مع متابعة دورية للحالة الصحية للأم والجنين.

بالإضافة إلى أنه قد يُنصح بالراحة في السرير أو تقليل الأنشطة البدنية. وفي بعض الحالات، قد يُوصى بالراحة في المستشفى.

الأدوية

  • أدوية خافضة لضغط الدم، مثل: الميثيل دوبا، اللابيتالول، أو النيفيديبين.
  • أدوية مضادة للتشنجات، مثل كبريتات المغنيسيوم لتقليل خطر التشنجات المرتبطة بتسمم الحمل.
  • أدوية لتحسين وظائف الكلى.
  • في حالات احتباس السوائل، قد يُنصح بالحد من تناول السوائل أو استخدام أدوية مدرة للبول تحت إشراف الطبيب.

الولادة المبكرة

إذا كانت الحالة شديدة أو غير قابلة للتحكم، قد يكون من الضروري إجراء الولادة المبكرة، وبشكل عام يعتمد هذا الخيار على عمر الحمل وصحة الجنين وحالة الأم.

هل من الممكن أن تكون الولادة طبيعية حتى مع وجود التسمم في الحمل؟

نعم، من الممكن أن تكون الولادة طبيعية حتى مع وجود هذه المشكلة، ولكن ذلك يعتمد على عدة عوامل.

وبشكل عام تُعتبر الولادة الطبيعية خيارًا فقط إذا كانت الحالة تحت السيطرة ولا تشكل خطرًا كبيرًا على الأم والجنين.

ما هي مضاعفات عدم علاج تسمم الحمل؟

إذا لم يتم علاج هذه الحالة، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لكل من الأم والجنين، ومنها:

  • الإصابة بتسمم الحمل الشديد، والذي يعرف أيضًا باسم الارتعاج.
  • زيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي أو الكبدي.
  • تراكم السوائل في الرئتين للأم (الوذمة الرئوية).
  • انفصال المشيمة المبكر.
  • تأخر نمو الجنين داخل الرحم.
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • الولادة المبكرة.

هل يختفي تسمم الحمل بعد الولادة؟

عادةً ما يختفي تسمم الحمل في غضون أيام إلى أسابيع بعد الولادة. 

ومع ذلك، قد يظل ضغط الدم مرتفعًا لبضعة أسابيع بعد الولادة في بعض الأحيان. في هذه الحالة، قد تحتاج المريضة إلى العلاج بالأدوية. 

اقرأ أيضًا: عملية تنظيف الرحم

المصادر:

  1. Preeclampsia. (2024, June 13). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17952-preeclampsia
  2. Preeclampsia – Symptoms & causes – Mayo Clinic. (2022, April 15). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/preeclampsia/symptoms-causes/syc-20355745
Tags: No tags

Comments are closed.