متى يبدأ سكري الحمل بالظهور؟

سكري الحمل

متى يبدأ سكري الحمل بالظهور؟ سؤال يشغل بال العديد من النساء خلال فترة الحمل، فسكري الحمل عبارة عن حالة صحية شائعة تحدث عندما يعجز الجسم عن تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل فعال خلال فترة الحمل. 

على الرغم من أن هذه الحالة قد تبدو مقلقة، إلا أن الكشف المبكر والإدارة الجيدة يمكن أن يخففا من المخاطر المحتملة. 

في هذا المقال، يذكر الدكتور أيمن الخيري استشاري النسائية والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب متى يبدأ سكري الحمل بالظهور، وأهم الأعراض والعوامل التي يجب الانتباه إليها لضمان صحة الأم والجنين.

متى يبدأ سكري الحمل بالظهور؟

يحدث سكري الحمل عندما يعجز جسم المرأة الحامل عن إنتاج كميات كافية من الأنسولين، ونتيجة لذلك، يرتفع مستوى السكر في الدم، مما قد يؤثر على صحة الأم والجنين إذا لم يُعالج بشكل صحيح.

وعادةً ما يظهر سكري الحمل في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، أي بين الأسبوعين 24 و28. ومع ذلك، يمكن أن يحدث في وقت مبكر من الحمل في حالات نادرة. 

ويعتمد توقيت ظهوره على كيفية استجابة جسم المرأة الحامل للتغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل، لذلك من المهم إجراء الفحوصات الدورية للكشف عن سكري الحمل مبكرًا لضمان إدارة الحالة بشكل فعال ومنع أي مضاعفات.

أسباب ظهور سكري الحمل؟

هذه المشكلة يمكن أن تظهر بسبب عدة عوامل وأسباب، تشمل:

التغيرات الهرمونية

خلال الحمل، تنتج المشيمة هرمونات، مثل: الإستروجين والبروجسترون تساعد في نمو وتطور الجنين، ولكن بعض هذه الهرمونات تجعل الخلايا في جسم الأم مقاومة للأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم.

زيادة الوزن

النساء اللاتي يعانين من زيادة في الوزن أو السمنة قبل الحمل أو يكتسبن وزنًا كبيرًا خلال الحمل، يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل بسبب زيادة مقاومة الأنسولين.

تاريخ عائلي لمرض السكري أو سكري الحمل

التاريخ العائلي للإصابة بالسكري قد يزيد من احتمالية ظهور سكري الحمل. إذا كانت هناك حالات سابقة من السكري في العائلة، فإن خطر الإصابة بسكري الحمل يكون أعلى.

العمر

النساء اللواتي يحملن بعد سن 35 يكن أكثر عرضة لظهور سكري الحمل.

التاريخ الطبي السابق للحامل 

إذا كانت المرأة قد أصيبت بسكري الحمل في حمل سابق، أو إذا كانت قد أنجبت طفلًا يزن أكثر من 4 كيلوجرامات، فإن خطر الإصابة بسكري الحمل يكون أعلى في الحمل التالي.

قلة النشاط البدني

قلة النشاط البدني يمكن أن تسهم في زيادة الوزن وزيادة مقاومة الأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل.

علامات تدل على الإصابة بـ سكري الحمل

يمكن أن يكون سكري الحمل غير مصحوب بأعراض واضحة في بعض الحالات، لذا تعتبر الفحوصات الدورية جزءًا مهمًا للكشف عنه. 

ومع ذلك، قد تظهر بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود سكري الحمل، ومنها:

  • العطش الشديد، حيث قد تشعر المرأة الحامل برغبة متزايدة في شرب الماء بشكل مستمر.
  • التبول المتكرر.
  • الإرهاق والتعب.
  • الجوع المستمر.
  • حدوث تشوش مؤقت في الرؤية.
  • التهابات متكررة.

طرق تشخيص سكري الحمل

تشخيص سكري الحمل يتطلب إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية للتأكد من مستوى السكر في دم المرأة الحامل. 

إليك الطرق الشائعة لتشخيص هذه الحالة:

اختبار تحدي الجلوكوز (Glucose Challenge Test – GCT)

عادةً ما يتم إجراء هذا الاختبار بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل، حيث تتناول المرأة الحامل محلولًا يحتوي على كمية محددة من الجلوكوز، ثم يُؤخذ عينة من الدم بعد ساعة واحدة لقياس مستوى السكر. 

إذا كان مستوى السكر في الدم مرتفعًا بشكل غير طبيعي، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي لتأكيد التشخيص.

اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (Oral Glucose Tolerance Test – OGTT)

يُجرى هذا الاختبار إذا كانت نتائج اختبار تحدي الجلوكوز غير طبيعية.

حيث يطلب من الحامل الصوم حتى تتمكن من شرب محلول يحتوي على كمية أكبر من الجلوكوز، ثم تُؤخذ عينات من الدم في أوقات محددة (عادة بعد ساعة، وساعتين، وثلاث ساعات) لقياس مستويات السكر. 

إذا كانت مستويات السكر مرتفعة في عينتين أو أكثر، يتم تشخيص سكري الحمل.

اختبار سكر الدم الصائم (Fasting Blood Sugar Test)

يمكن أن يُجرى هذا الاختبار كجزء من الفحص الروتيني في بداية الحمل أو في أي وقت آخر، حيث تؤخذ عينة دم بعد صيام 8 ساعات على الأقل. 

إذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة، فقد يشير ذلك إلى وجود سكري الحمل.

طرق علاج سكري الحمل

علاج هذه الحالة يتطلب مزيجًا من التغييرات في نمط الحياة والمراقبة الدورية، وقد يتطلب في بعض الحالات استخدام الأدوية. 

إليك الطرق الرئيسية لعلاج سكري الحمل:

اتباع نظام غذائي متوازن

يجب على المرأة الحامل تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على كميات محددة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، بالإضافة إلى الحد من تناول السكريات والكربوهيدرات البسيطة، مثل الحلويات والمشروبات الغازية.

كذلك يمكن أن يساعد تناول وجبات صغيرة ومتكررة في الحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.

ممارسة النشاط البدني

يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، مثل المشي أو السباحة في تحسين حساسية الجسم للأنسولين والتحكم في مستوى السكر في الدم، ولكن يجب استشارة الطبيب لتحديد نوع وكثافة التمارين المناسبة.

مراقبة وفحص مستوى السكر في الدم بانتظام

يجب على المرأة الحامل قياس مستوى السكر في الدم عدة مرات يوميًا باستخدام جهاز فحص السكر في المنزل. يساعد ذلك في مراقبة تأثير النظام الغذائي والتمارين الرياضية على مستوى السكر وضبط العلاج عند الحاجة.

العلاجات الدوائية

قد يوصي الطبيب في بعض الحالات بالعلاج الدوائي للسيطرة على مستوى السكر في الدم، وقد تشمل هذه العلاجات:

  • الأنسولين: إذا لم تكن التغييرات في نمط الحياة كافية للسيطرة على مستوى السكر في الدم، قد يوصي الطبيب باستخدام حقن الأنسولين، ويجدر بالذكر أن الأنسولين يعتبر آمنًا للاستخدام أثناء الحمل ولا يؤثر على الجنين.
  • الأدوية الفموية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية فموية تساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، وغالبًا ما يتم تقييم الفوائد والمخاطر بعناية قبل استخدام هذه الأدوية أثناء الحمل.

زيارة الطبيب بانتظام

يجب على المرأة الحامل زيارة الطبيب بانتظام لمتابعة مستوى السكر في الدم وتقييم صحة الجنين، بالإضافة إلى ذلك تساعد هذه الزيارات في تعديل خطة العلاج حسب الحاجة.

التخطيط للولادة

قد تتطلب الحالات غير المسيطر عليها من سكري الحمل تحضيرًا خاصًا للولادة، مثل التخطيط للولادة القيصرية في بعض الحالات، لذلك يجب مناقشة خيارات الولادة مع الطبيب لضمان سلامة الأم والطفل.

مضاعفات تهدد صحة الأم والجنين في حال عدم السيطرة على سكري الحمل

عدم علاج سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لكل من الأم والجنين. تتفاوت هذه المضاعفات بين قصيرة وطويلة الأجل، وتزداد أهمية السيطرة على سكري الحمل للحد من هذه المخاطر.

مضاعفات على الأم

تشمل ما يلي:

  • زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.
  • زيادة خطر الإصابة بسكري النوع الثاني بعد الولادة.
  • زيادة احتمالية الحاجة إلى الولادة القيصرية بسبب كبر حجم الجنين.

مضاعفات على الجنين

مثل:

  • كبر حجم الجنين.
  • زيادة خطر الولادة المبكرة.
  • انخفاض مستوى السكر في الدم بعد الولادة.
  • الإصابة بمتلازمة ضيق التنفس.
  • زيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري في المستقبل.

هل يختفي سكري الحمل بعد الولادة؟

في معظم الحالات، يختفي سكري الحمل بعد الولادة، حيث يعود مستوى السكر في الدم لدى الأم إلى طبيعته عادةً بعد الولادة بوقت قصير، إذ أن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل تنحسر، مما يقلل من مقاومة الأنسولين.

ومع ذلك، يُنصح للنساء اللواتي عانين من السكري خلال فترة الحمل بمتابعة فحوصات السكر في الدم بعد الولادة للتأكد من عودة المستويات إلى المعدل الطبيعي. 

اقرأ أيضًا: تسمم الحمل

المصادر:

  1. Gestational diabetes. (2024, August 9). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9012-gestational-diabetes
  2. Gestational diabetes – Symptoms & causes – Mayo Clinic. (2022, April 9). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gestational-diabetes/symptoms-causes/syc-20355339
  3. About gestational diabetes. (2024, May 15). Diabetes. https://www.cdc.gov/diabetes/about/gestational-diabetes.ht
Tags: No tags

Comments are closed.